نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 197
وأنه فكر محض ينظر كله ويسمع كله ويفكر كله ويعمل كله في تقويم الأمور وتصريف أحكام القضاء.
وكان أثر الديانات الأسيوية والمصرية أظهر من كل ما تقدم في الديانة الأورفية السرية، لأنها كانت ملتقي عبادة إيزيس وعبادة مترا وعبادة المجوس والبراهمة.
فعرفوا الروح وعرفوا تناسخ الأرواح، وعرفوا أدوار التطهير والتكفير، ومزجوا بها عبادة (ديونيس) الذي كان في عصورهم الغابرة إله الخمر والقصف والترف.. فجعلوا خمره رمزا إلي النشوة الإلهية: نشة الحياة والشباب الخالد المتجدد علي مدي الأيام.
قال رجل منا: حدثتنا عن اليونان.. فحدثنا عن الهند.. فهي من أقدم البلاد.. ولاشك أن نصيبا من الحقيقة عندها..
قال (فريدريك): لقد زرت الهند، وبحثت في معابدها ومخطوطاتها، والتقيت برجال دينها.. وقد وجدت أن الديانات الهندية القديمة تعود إلى أزمنة أقدم من العصر الذي دونت فيه أسفارها المعروفة بالكتب الفيدية.. وقد اختلف المؤرخون في العصر الذي تم فيه هذا التدوين.. فبعضهم يرده إلي ألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد.. وبعضهم يرده إلي ستة آلاف سنة قبل الميلاد.. ولكنهم جميعا مع ذلك لا يختلفون في سبق الديانة الهندية لهذا العصر بزمن طويل.
وقد وجدت أن المؤرخين ـ ولست أدري مدى صحة ما ذهبوا إليه ـ يتفقون على أن الديانة الهندية القديمة مزيج من شعائر الهنود الأصلاء، وشعائر القبائل الآرية التي أغارت علي الهند قبل الميلاد بعدة قرون.. وقد كانت تلك القبائل تقيم علي البقاع الوسطي بين الهند ووادي النهرين.. فاتجهت طائفة منها غربا إلي أوربة، واتجهت طائفة منها شرقا إلي الأقاليم الهندية من شمالها إلي جنوبها علي السواحل الغربية، قبل أن تتوغل منها إلى جميع أنحاء البلاد.
ويرى بعض المؤرخين أن من مصادر الديانات الهندية القديمة ما نقل إليها من الديانات
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 197