نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 193
ثالثا ـ القدوس
في اليوم التالي.. وفي وقت متأخر من الليل.. قام رجل منا فرحا مسرورا، وأسرع يوقظ الجمع، وهو يقول لهم: أيها الجمع.. هلموا.. لقد تذكرت الآن أشياء حصلت لي في حياتي.. لاشك أن لها دورا كبيرا فيما نبحث عنه.. لا شك أن لها دورا كبيرا في التعريف بالإله الذي انشغلنا جميعا بالبحث عنه.
استبشر الجمع، وراحوا يلتفون به، وهم يقولون: هيا.. أخبرنا.. ما أشد شوقنا للتعرف على إلهنا.. فلن يخلصنا من هذه الحال غيره.
قال: سأعرفكم أولا بنفسي.. أنا (فريدريك ماكس مولر)[85].. وقد كنت باحثا في كثير من مراكز البحوث.. وأجريت في حياتي بحوثا كثيرة إلى درجة أني أنسى عناوينها.. بل أنسى النتائج التي توصلت إليها من خلالها.. وأحيانا أطالع بعضها، فأتوهم أن غيري هو الذي قام بها مع أني لم أقم بها إلا أنا..
لعل ذلك كان بسبب الآلية التي كنت أجري فيها بحوثي.. فقد كنت أقدم على البحوث كما تقدم آلة الحرث على الحرث.. وآلة الزرع على الزرع.. وآلة الحصاد على الحصاد..
لقد كنت أزرع فرضيات بحثي بعد أن أهيئ لها الأرضية المناسبة.. ثم أتركها لأحصدها بعد ذلك بكل آلية بعيدا عن كل المشاعر..
[85] أشير به إلى (فريدريك ماكس مولر) (1823 - 1900م)، وهو عالم ألماني اهتم بصفة خاصة باللغة السنسكريتية الهندية القديمة.. أسهم في الدراسة المقارنة في مجالات اللغة والدين وعلم الأساطير على الرغم من أن علماء العصر الحديث قد نبذوا الكثير من نظرياته.
كان أهم أعماله أول إصدار باللغة الإنجليزية من ريك ـ فيدا، وهو أقدم كتاب هندوسي مقدس.. نشر في ستة مجلدات بين عامي 1849م و 1873م، كما حرر كتب الشرق المقدسة، الذي يضم في 51 مجلداً ترجمات دارسين مختلفين لنصوص كل الديانات الآسيوية الرئيسية فيما عدا النصرانية واليهودية.. ونشر أول هذه الكتب في عام 1875م. (الموسوعة العربية العالمية)
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 193