نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 186
لقد ذكر الإمام علي بن أبي طالب في وصيته لابنه الحسن هذا البرهان، فقال: (واعلم، يا بني، أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله، ولرأيت آثار ملكه وسلطانه، ولعرفت أفعاله وصفاته، ولكنه إله واحد، كما وصف نفسه، لا يضاده في ملكه أحد، ولا يزول أبدا، ولم يزل، أول قبل الأشياء بلا أولية، وآخر بعد الأشياء بلا نهاية، عظم عن أن تثبت ربوبيته بإحاطة قلب أو بصر)[84]
وقال المجلسي في تقرير هذا البرهان: (إن هذا برهان قاطع على وحدانيته تعالى.. فإن واجب الوجود يجب أن يكون قادرا وفياضا على الاطلاق.. فإن كان اللّه قد أرسل أربعة وعشرين ومائة ألف نبي لهداية الناس إلى معرفته ودعوتهم إلى عبادته، لبعث الإله الآخر على فرض وجوده نبيا لا محالة لإرشاد الناس إلى معرفته ودعوتهم إلى عبادته، وإلا لكان غير قادر أو غير حكيم، وكان جاهلا أو بخيلا، وواجب الوجود يجب أن يكون منزها من هذه الصفات المستلزمة للنقص، المستلزم للإمكان)
الحقيقة:
قلت: عرفت الخامس.. فحدثني عن السادس.
قال: هو برهان الحقيقة..
قلت: فوضحه لي..
قال: إن صدق إطلاق (واجب الوجود) على شيء لا يتصور إلا على وجهين..
أما أولهما، فأن تكون حقيقته هي أنه واجب الوجود.
وأما الثاني، فأن يكون من قبيل صدق المفهوم على فرد كان حقيقته غير ذلك، كصدق الضارب والأبيض على فرد الإنسان.. وقد يخلو منها.
وفي هذه الحالة، فإن صدق إطلاق (واجب الوجود) من قبيل العرض لا من قبيل