responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 175

 

هذا مثال واحد عن التكامل في الكون..

وإن شئت مثالا آخر.. فانظر إلى الطعام الذي تأكله.. إنه يتركب – كما تعلم- من عدة عناصر نباتية أو حيوانية، تنقسم إلى مواد زلالية ونشوية ودهنية وغيرها.

ثم انظر إلى الريق حيث تراه يهضم بعض المواد النشوية، ويذيب المواد السكرية ونحوها مما يقبل الذوبان، ليذهب ما بقي من طعام إلى المعدة حيث يهضم عصيرها المواد الزلالية كاللحم وغيره، والصفراء المفرزة من الكبد تهضم الدهنيات وتجزئها إلى أجزاء دقيقة يمكن امتصاصها، ثم يأتي البنكرياس بعد ذلك، فيفرز أربع عصارات تتولى كل واحدة منها تتميم الهضم في عنصر من العناصر الثلاثة النشوية أو الزلالية أو الدهنية، والرابعة تحول اللبن إلى جبن، فتأمل هذا الارتباط العجيب بين عناصر الجسم البشري وعناصر النبات والحيوان، والأغذية التي يتغذى بها الإنسان.

هذا مثال ثان.. وإن شئت مثالا ثالثا فانظر إلى الأزهار التي تزين الحقول.. إنك ترى لها أوراقا جميلة جذابة ملونة بألوان مبهجة، فإذا سألت علماء النبات عن الحكمة في ذلك أجابوك بأن هذا إغواء للنحل وأشباهه من المخلوقات التي تمتص رحيق الأزهار، لتسقط على الزهرة، حتى إذا وقفت على عيدانها علقت حبوب اللقاح بأرجلها، وانتقلت بذلك من الزهرة الذكر إلى الزهرة الأنثى فيتم التلقيح.. فانظر كيف جعلت هذه الأوراق الجميلة في الزهرة حلقة اتصال بين النبات والحيوان؛ حتى يستخدم النبات الحيوان في عملية التلقيح الضرورية للإثمار والإنتاج.

إن هذا التكامل تجده في كل شيء بين الليل والنهار، والسماء والأرض، والشمس والقمر، والأعضاء المذكرة والأعضاء المؤنثة، والإنسان والحيوان والنبات.

إن في هذا الكون جميعا وحدة مظهرها تكامل أجزائه.. وهي تدل على أن لها خالقا.. وأنه واحد..

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست