نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 367
ومقارنتهم في ذلك بالسلف الصالح من الصحابة وغيرهم،
واعتبار كلامهم بدعة بسبب ذلك أبعد عن الصواب.
ذلك أن الكلام في هذه المسألة يشبه الكلام في التفسير
والفقه.. وغيرها من علوم الشريعة.
فكلام المفسر في تفسير غريب القرآن ربما يكون بدعة لم
يخض فيها السلف، لا لكونها بدعة، ولكن لكون ذلك الغريب كان مشهورا غير غريب عندهم.
والكلام في دقائق الفقه، وتقسيمه إلى سنن وفرائض
وموانع وأسباب .. وغير ذلك بدعة بالنسبة لفقهاء الصحابة.. فلم تدعهم الحاجة في
وقتهم إلى مثل هذه المصطلحات.. وهكذا الأمر في هذا الباب..
بناء على هذا، فإن الفناء - عند الصوفية – ليس سوى مرحلة من مراحل السير، أو هو لمعة تلمع في
ذهن العارف ووعيه بعد المكابدة والتأمل، ليعود بعدها إلى الكون الحقيقي، وهو الكون
المؤسس بنور الله، والموجود بإبداع الله، ليقرأه باسم الله.
فالعارف لا يحتقر الكون بإعدامه، وإنما يرفعه بأن
يلبسه لباس العبودية والتوجه إلى الله.
وكما أن أي لابس يحتاج لخلع ثوبه القديم ليلبس
الجديد، فكذلك العارف يفني الكون القديم، أو لباس الكون القديم، وهو لباس لا اسم
له، ليلبسه لباس الانتماء إلى الله.
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 367