4 ــ أن الله تعالى
أخبرنا عن أُم موسى عليه السلام، حينما ضاق بها الحال من أمر ابنها موسى عليه
السلام، وداهمها جنود فرعون لقتله، فألهمها، وأوحى إِليها بلا واسطة، فقال:
{وأوحينَا إلى أُمِّ موسى أنْ أرضِعيهِ فإذا خِفتِ عليه
فألْقِيهِ في اليَّمِ ولا تخافي ولا تحزَني إنَّا رادُّوه إليكِ وجاعِلُوه مِنَ
المرسلينَ} [القصص: 7]، قال الألوسي عند تفسيره للآية:
(والمراد بالإِيحاء عند الجمهور ما كان بإِلهام، كما في قوله تعالى: {وأوحَى
ربُّكَ إلى النَّحْلِ} [النحل: 68].. وإِلهام
الأنفس القدسية مثل ذلك لا بُعد فيه، فإِنه نوع من الكشف)[2]
5 ــ أن الله أخبر أنه
ألهم الحواريين، وعبر عن ذلك بالوحي مع كونهم باتفاق العلماء ليسوا بأنبياء،
وأولياء الأمة لا يقلون عنهم، قال تعالى: {وإذ أوحيتُ إلى الحواريينَ} [المائدة: 111].
6 ــ قوله تعالى في بيان
ما أكرم به أولياءه في الدنيا: {إنَّ الذين قالوا ربُّنا اللهُ ثُمَّ استقاموا تَتَنَزَّلُ عليهِمْ
الملائِكَةُ أنْ لا تخافوا ولا تحزَنُوا وأبْشِروا بالجَنَّةِ التي كنتم
توعَدُونَ. نحنُ أولياؤكُم في الحياة الدنيا وفي الآخِرة} [فصلت: 30ـ31]، وقد ذكر
الألوسي المقالات الواردة في
الآية، ومنها أن الملائكة تتنزل عند الموت والقبر والبعث، أو أنها تتنزل عليهم
بمعنى (يمدونهم فيما
[1] التفسير
الكبير، للإِمام فخر الدين الرازي ج2. ص669.
[2] محمود الألوسي البغدادي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني،
ج16. ص170.
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 320