ثم ذكر جوابا على أول الأمور التي انتقد فيها، وهو ما
عبر عنه بقوله: (الجملة الأولى: تخبرنا فيها أنّنا فتنّا العموم بما أذعناه فيما
بينهم من الحقائق، فكأنّنا ألزمناهم بتعاطي ذلك، وهذا يا سيدي خلاف ما اعتقدتموه،
فإننا ما ألزمنا العامّة إلاّ ببعض الأذكار، وأدعية وعقيدة بسيطة للغاية، قد طبعت
في هذا الحين بعنوان (القول المقبول فيما تتوصل إليه العقول)[2]، وأمّا أسرار الخصوص فلم تزل ولن تزال حبسا على الخصوص، تؤخذ بشروطها،
غير أنّنا اختلفنا في الخصوص من هم؟، فقد عبرتم عنهم بأهل العلم الظاهر، ونحن
نعبّر عنهم بالمتقين)[3]
بعد هذا، فإن الصوفية - كما ذكرنا سابقا عند الحديث
عن البدعة - يعتبرون أن الدين وإن اكتملت شرائعه ووضحت إلا أنه في مجال التطبيق
المفصل لا نزال بحاجة إلى سند يدلنا على كيفية ذلك.
فالقرآن الكريم - مثلا – ذكر بأن الله تعالى جعل في القرآن الكريم شفاء، كما قال
تعالى:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ
[1] ابن عليوة، أعذب المناهل في الأجوبة والمسائل، نقلا عن: صفحات مطوية في التصوف الإسلامي،
ص165.
[2] سنتحدث عن بعض محتوياتها
في آخر فصل من الرسالة عند الحديث عن (موقف الطرق الصوفية من وحدة الأديان)
[3] ابن عليوة، أعذب المناهل في الأجوبة والمسائل، نقلا عن: صفحات مطوية في التصوف الإسلامي،
ص165.
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 312