نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 292
أو يرسل رسولا فيوحي
بإذنه ما يشاء، وأبو يزيد البسطامي وأمثاله من
المتصوفة يدعون أنهم يتلقون علومهم من الله مع أنهم ليسوا بأنبياء ولا رسل،
فدعواهم التلقي المباشر عن الله دعوى لا أساس لها من الصحة، بل هي كذب وافتراء على
الله عز وجل.
ويبنون على هذا أن
الصوفية يحتقرون العلماء ويسخرون منهم بدعوى أنهم لم يبلغوا مبلغهم من العلم،
ويستدلون لهذا بما بما وصف به (ابن عربي) العلماء، حيث شبههم بأوصاف كثيرة منها
أنهم فراعنة الرسل، وأنهم فاقدو الإدراك، وهكذا، فمن ذلك قوله: (ما خلق الله أشق
ولا أشد من علماء الرسوم على أهل الله المختصين بخدمته العارفين به من طريق الوهب
الإلهي الذي منحهم أسراره في خلقه وفهمهم معاني كتابه وإشارات خطابه فهم لهذه
الطائفة مثل الفراعنة للرسل)[1]
وقوله: (ولو كان علماء
الرسوم ينصفون لاعتبروا بما في نفوسهم إذا نظروا في الآية بالعين الظاهرة التي
يسلمون بها فيما بينهم، فيرون أنهم يتفاضلون في ذلك ويعلو بعضهم في كلام على معنى
تلك الآية، ويقر القاصر بفضل غير القاصر، وكلهم في مجرى واحد. ومع هذا الفضل
المشهود لهم فيما بينهم في ذلك ينكرون على أهل الله إذا جاءوا بشيء مما يغمض عن
إدراكه، وذلك لأنهم يعتقدون فيهم أنهم ليسوا بعلماء، وأن العلم لا