نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 263
تعني السر بمفهومه
السطحي، والتي يتصور البعض أنها قد تخالف الظاهر، بل تعني عندهم كل معنى عميق لا
يطاق فهمه لمن لم يستكمل أدوات فهمه.
وأدوات الفهم هنا ليست علوما آلية كسائر العلوم، بل
هي المجاهدات والسلوك، أو كما قال الغزالي بعدما درس التصوف، وبعدما ما انشغل قبله
بدراسة علم الكلام والفلسفة وغيرهما: (ثم إني لما فرغت من هذه العلوم، أقبلت
بـهمتي على طريق الصوفية وعلمت أن طريقتهم إنما تتم بعلم وعمل ؛ وكان حاصل علومهم
قطع عقبات النفس. والتنـزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة، حتى يتوصل ( بـها
) إلى تخلية القلب عن غير الله ( تعالى ) وتحليته بذكر الله.. وكان العلم أيسر
عليّ من العمل. فابتدأت بتحصيل علمهم من مطالعة كتبهم مثل: ( قوت القلوب ) لأبي
طالب المكي ( رحمه الله ) وكتب ( الحارث المحاسبي )، والمتفرقات المأثورة عن (الجنيد) و( الشبلي ) و( أبي يزيد البسطامي ) [ قدس الله أرواحهم ]، وغيرهم من
المشايخ ؛ حتى اطلعت على كنه مقاصدهم العلمية، وحصلت ما يمكن أن يحصل من طريقهم
بالتعلم والسماع. فظهر لي أن أخص خواصهم، ما لا يمكن الوصول إليه بالتعلم بل
بالذوق والحال وتبدل الصفات. وكم من الفرق بين أن تعلم حد الصحة وحد الشبع
وأسبابـهما وشروطهما، وبين أن تكون صحيحاً وشبعان؟ وبين أن تعرف حد السكر، وأنه عبارة
عن حالة تحصل من استيلاء أبخرة تتصاعد من المعدة على معادن الفكر، وبين أن تكون
سكران! بل السكران لا يعرف حدّ السكر وعِلمه وهو سكران وما معه من علمه شيء!
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 263