نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 25
العصر، والذي تتلمذ عليه
الشيخ عبد الحميد بن باديس، فهو من القائلين
بانقسام البدع، وقد حصل بينه وبين ابن باديس خلاف شديد في هذا،
رأينا بعض صوره عند الحديث عن الاتجاه الفكري للجمعية.
المبحث الثاني
موقف الجمعية من البدعة
وأدلتها.
بناء على ما سبق إثباته
من أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين انتهجت المنهج السلفي بمدرستيه المحافظة
والتنويرية، وبناء على تبنيها لمنهج الإمام مالك في مواجهة جميع
المحدثات، فإنه من البديهي أن تختار الاتجاه الذي يرى أن كل البدع ضلالة، وأنه لا
صحة لتقسيمها لمقبولة ومرفوضة، وهذا الرأي – كما عرفنا- هو الرأي الذي اشتهر به
الشاطبي، واشتهر به كتابه
(الاعتصام)، والذي كانت توليه الجمعية عناية خاصة، كما كان يوليه الاتجاه السلفي
بفرعيه المحافظ والتنويري.
وسنحاول في هذا المبحث
أن نبين موقف الجمعية من تحديد مفهوم البدعة، وأنواعها، وضوابطها، ثم نذكر الأدلة
على ما ذهبت إليه من ذلك مع ذكر مناقشات المخالفين لها.
المطلب الأول: حقيقة البدعة عند الجمعية:
يعرف ابن باديس البدعة بأنها (كل ما
أحدث على أنه عبادة وقربة ولم يثبت عن النبي a فعله وكل بدعة ضلالة)[1]
ويقول في موضع آخر: (من
أبين المخالفة عن أمره a وأقبحها الزيادة في
العبادة التي يتعبد الله بها على ما مضى من سنته فيها واحداث محدثات على وجه
العبادة في مواطن