نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 233
منهياً عنه لاستحال أن تتفق الأمة في عصر التابعين
على المنكر والاجتماع على الضلالة لولا أنهم فهموا من النهي أن المراد به علته
التي زالت باستقرار الإيمان ورسوخ العقيدة، ولا يقال إنهم سكتوا على ذلك لأجل
ضرورة توسعة المسجد فإنه كان في الإمكان توسعته من جهة القبلة والجهة المقابلة لها
والجهة الجنوبية لها دون الجهة الشمالية الواقع فيها قبره a.
8 ــ أن الصحابة بنوا على القبر مسجداً في حياته a فأقرهم على ذلك ولم يأمرهم بهدمه ويستحيل
أن يقر النبي a
على باطل، ويدل لذلك ما رواه ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمة أبي بصير من أن
أبا جندل دفن أبا بصير في مكانه الذي مات فيه، ووصلى عليه وبنى
على قبره مسجداً)[1]
9 ــ أنه جاء في عدة أحاديث وآثار أن جماعة من
الأنبياء والمرسلين مدفونون في المسجد الحرام ما بين زمزم والمقام، وأخبر النبي a أن منهم نوحاً، وهوداً وصالحاً، وشعيباً،
وأن قبورهم بين زمزم والحجر، وكذلك ورد في قبر إسماعيل أنه بالمسجد الحرام، وهو
أشرف مسجد على وجه الأرض هو ومسجد النبي a، فلو كان وجود القبر في المسجد محرماً
لذاته لنبش النبي a
وأخرجهم فدفنهم خارج المسجد، فإنه أخبر الله أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء،
وأنهم أحياء في قبورهم[2].
[1] أبو عمر يوسف بن عبد
الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي دار الجيل،
بيروت، 1412، الطبعة الأولى، (4/ 1613)
[2] إحياء المقبور من أدلة
جواز بناء المساجد والقباب على القبور، ص33.
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 233