نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 200
اجتماعات تنتهك فيها كل الحرمات باسم الزردات، أو
تحت ستار الاعتقادات والدعوة إلى أوضاع مبتدعة صدت الناس عن اتباع السنة المطهرة..
والخبير بحياة أهل عصره، العالم بأصول دينه، لا يتردد في ظهور الشرك وانتشاره،
وتعدد مظاهره وآثاره، والعامي الفطري لو سألته وأفهمته؛ لوجدت عنده الخبر اليقين
لإثبات أن أمثاله- وما أكثرهم- في ضلال مبين)[1]
والشيخ مبارك الميلي كالشيخ البشير الإبراهيمي يفتي بحرمة الطعام الذي يقدم في تلك
المحال، لأنه في تصوره مما أهل به لغير الله، على الرغم من أن الذابحين لتلك
الأنعام يذكرون اسم الله عليها، ويطبقون فيها ما يذكره الفقهاء من أحكام الذبائح،
فيقول: (هذه الزردة يذكرون اسم الله على ذبيحتها، ونيتهم الذبح للصالح عندهم،
فأعمل الجامدون من الطلبة جانب اللفظ، ورأوا إباحة أكلها، وهم يقرؤون قول خليل في
نية المصلي ولفظه: (وإن تخالفا، فالعقد)؛ يريد أن العبرة عند اختلاف القلب واللسان
بما يعقده القلب لا بما يلفظه اللسان، وهي قاعدة عامة في جميع الطاعات)[2]
ولسنا ندري كيف اطلع الشيخ على نية الذابح، وهي باطنة
لا يمكن لأحد الاطلاع عليها إلا ربها أو صاحبها، ولكنه مع ذلك يصر على أنهم يريدون
بها غير وجه الله، ويعتبر أن المخالف في ذلك جامد ومغرض، فيقول: (وقد يقول
الجامدون والمغرضون: إنا نحكم بالظواهر والله يتولى السرائر، وقد ظهر من