نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 195
بعد هذا الاستهلال الذي خصصه للشيطان مع أن الحديث
مرتبط بالموالد، أخذ يربط بين الشيطان والموالد، فقال – بأسلوبه التعميمي الذي لا يحب الاستثناء- : (هذه (الزرد) التي تقام في طول العمالة الوهرانية
وعرضها هي أعراس الشيطان وولائمه، وحفلاته ومواسمه، وكل ما يقع فيها من البداية
إلى النهاية كله رجس من عمل الشيطان، وكل داع إليها، أو معين عليها، أو مكثر
لسوادها فهو من أعوان الشيطان)[1]
ثم ذكر المبررات الداعية إلى هذا الحكم الشديد، فقال:
( ألم تر إلى ما يركب فيها من فواحش ومحرمات؛ وما يهتك فيها من أعراض وحرمات؟ كل
ذلك مما يأمر به الشيطان البدوي، وكل ذلك مما ذكرنا به القرآن، وبين لنا أنه من
أمره ووعده، وتزيينه وإغوائه)[2]
ولم يذكر الشيخ أي دليل على هذا القذف العام لكل
الموالد من دون استثناء، وكأنها جميعا مناسبات للمنكرات والفواحش، ولا حظ فيه
لعبادة أو دين أو علم.
ولم يكتف الشيخ بهذا القذف العام لجميع المجتمع
الجزائري، وإنما راح يشهر سلاح التكفير والرمي بالشرك الأكبر الذي تلقفه من شيخه
محمد بن عبد الوهاب، فقال: (كلما انتصف فصل الربيع من كل سنة
تداعى أولياء الشيطان في كل بقعة من هذه العمالة إلى زردة يقيمونها على وثن معروف
من