نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 18
لها ذلك التعيين في
الشريعة، كالتزام صيام يوم النصف من شعبان وقيام ليلته..)[1]
فالشاطبي ومدرسته يعتبر
كل ما لم يرد في النصوص من أمور العبادات بدعة، حتى لو كان له أصل في الشريعة إذا
لم ترد النصوص بفعله من النبي a أو السلف الصالح، وهي
نقطة الخلاف بينه وبين الاتجاه الآخر.
فالاتجاه الآخر - مثلا-
لا يرى حرجا في الذكر الجماعي بصوت واحد ما دام يدخل في أصل الذكر الذي ورد في
النصوص الحث عليه من غير تقييد له بكيفية ولا هيئة.
بينما يرى هذا الاتجاه
أنه ما دام لم يرد في النصوص أن الرسول a فعله، أو السلف الصالح
فعلوه، فإنه بدعة، وكل بدعة ضلالة.
ويرى الشاطبي أن العلة الدافعة إلى
هذه المضاهاة هو (المبالغة في التعبد لله تعالى.. فكأن المبتدع رأى أن المقصود هذا
المعنى، ولم يتبين له أن ما وضعه الشارع فيه من القوانين والحدود كافٍ)[2]
والدافع النفسي لذلك
بالإضافة إلى المضاهاة - كما يرى الشاطبي - هو ملل النفوس من
العبادات والشرائع المضبوطة وطلبها للجديد، يقول في ذلك: (وأيضاً فإن النفوس قد
تمل وتسأم من الدوام على العبادات المرتبة، فإذا جدد لها أمر لا تعهده، حصل لها
نشاط آخر لايكون لها مع البقاء على الأمر الأول. ولذلك قالوا: (لكل جديد لذة بحكم
هذا المعنى)، كمن قال ( تحدث للناس أقضية بقدر ما أحدثوا من الفجور ) فكذلك ( تحدث
لهم مرغبات في الخير بقدر ما حدث لهم من الفتور)[3]
وبناء على هذا أنكر
الشاطبي تقسيم البدع واعتبر أن
(هذا التقسيم أمر مخترع لا يدل