نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 56
محترمة
لقيت عناية من الباحثين[1]، بالإضافة إلى إدخاله
علم المقاصد في البرنامج الدراسي لجامعة الزيتونة.
ولعل رأيه في هذه
المسألة، وفي ذلك الحين الذي حاول المستعمر فيه طمس الهوية الوطنية للشعوب
المستعمرة، وإبعادها عن دينها وكتابها وقيمها، ينطلق من رؤية مقاصدية بإباحة بل
استحباب كل ما يخدم الهوية ويحفظ الدين بغض النظر عن كونه فعل في عهد الرسول a أو لم يفعل، ما دام لا يتصادم مع الشريعة ومصادرها.
لكن الشيخ عبد الحميد بن باديس المشبع بما ذكره الشاطبي، وبما تتبناه الوهابية لم يرض هذه
النظرة، بل رأى أن في فتح هذا الباب تحريفا للشريعة وتصرفا فيها، وأن ذلك ليس مأذونا
به في حال من الأحوال.
ولذلك نرى ابن باديس في خطابه لشيخه ورده عليه قاسيا شديدا
يكتب المقالات الطوال في الرد عليها، وعلى المنهج الذي اعتمده، وينتصر فيها بقوة
لمنهج الشاطبي، وينقل أدلته عليه، بل يضيف إليها.
ونرى لأجل هذا أن هذه الردود هي أحسن وثيقة تبين موقف
الجمعية مما تتصوره من البدع، ومصادرها في ذلك، وهي بذلك تيسر على الباحث معرفة
وجوه الاستدلال ومصادره الذي تعتمده الجمعية.
وبناء على هذا، فسنحاول ــ هنا ــ أن نحلل هذه
الوثيقة المهمة، لا لنكتشف الموقف من البدعة، والأدلة الشرعية عليها فقط، بل لنرى
كذلك منهج التعامل مع من تتصوره الجمعية مبتدعا كائنا من كان.
[1] من أبرز ما أضافه ابن
عاشور لعلم المقاصد ذلك النوع من المقاصد الذي خصص له القسم الثالث من كتابه,
وسماه (مقاصد التشريع الخاصة بأنوع المعاملات)، ومن ضمنها: مقاصد أحكام العائلة..
مقاصد التصرفات المالية.. مقاصد الشريعة في المعاملات المنعقدة على الأبدان..
مقاصد أحكام القضاء والشهادة.. المقصد من العقوبات.
نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 56