نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 54
يدل
عليها دليل شرعي لا من نصوص الشرع ولا من قواعده، إذ لو كان هنالك ما يدل من الشرع
على وجوب أو ندب أو إباحة لَمَا كان ثَمّ بدعة ولكان العمل داخلاً في عموم الأعمال
المأمور بـها أو المُخيَّر فيها. فالجمع بين تلك الأشياء بدعاً وبين كون الأدلة
تدل على وجوبـها أو ندبها أو إباحتها: جمع بين متنافيين)[1]
وكما أن الجمعية اعتمدت آراء المتشددين في مفهوم
البدعة والموقف منها، وهي تتفق في ذلك تمام الاتفاق مع الوهابية، فهي كذلك اختارت
طريقتهم في التعامل مع ما تراه بدعة، ولو وقع فيه الخلاف بين العلماء، وقد جعلها
هذا تقع في صدام لا مع الطرق الصوفية وحدها، بل حتى مع المدارس المقاصدية التي
مثلها سابقا العز بن عبد السلام، ومثلها في عصر الجمعية الشيخ محمد
الطاهر بن عاشور، لأن هذه المدارس ترى انفتاح الشريعة على
الجديد الكثير الذي يخدم مقاصد الشريعة.
وسنحاول هنا باختصار أن نذكر نموذجين لمواقفها مما
تراه بدعة، مثل النموذج الأول الشيخ عبد الحميد بن باديس مع شيخه ابن عاشور، وهو إمام المدرسة
المقاصدية في هذا العصر، والثاني هو الشيخ محمد البشير الإبراهيمي مع الطرق الصوفية عموما، والطريقة
العلاوية خصوصا.
وقد اخترنا لهذين النموذجين مسألة واحدة أولتها
الجمعية أهمية كبرى، وهي مسألة قراءة القرآن على الموتى، وتشييع الجنائر بالذكر،
ونحو ذلك مما يضعه الفريق المتشدد ضمن ما يسميه (بدع الجنائز)
النموذج الأول: ابن باديس وشيخه
ابن عاشور:
وقد حصل هذا الخلاف بين الشيخ ابن باديس وشيخه ابن عاشور بسبب مسألة (قراءة
[1] أبو إسحاق
الشاطبي، الاعتصام، دار النشر : المكتبة التجارية الكبرى، مصر، (1/191)
نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 54