نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 33
سعيد
رسلان وغيرهم.
هذا نموذج عن استعداد المدارس السلفية للخلاف، وقد
عقب كاتب الدراسة على كلامه هذا بقوله عند ذكر بعض التيارات السلفية: (هذا الكلام
قبل أحداث ثورة 25 يناير , ولنا كتاب ( الدولة السلفية ) نبين فيه التحولات
السياسية والفكرية عند هذا الفصيل السلفي)
ولعل السر في هذا الاختلاف والاستعداد له هو تنوع
السلف أنفسهم، فالسلف ليسوا فردا واحدا، ولا فكرا واحدا، ولا منهجا واحدا، ولذلك
ما أسهل أن يجد كل من يريد أن يصف نفسه بالسلفي من السلف من يؤيده في دعواه.
ولكنا مع هذا رأينا، ومن خلال تتبع الفروق الكبرى بين
المدارس السلفية القديمة والمعاصرة أن هناك تياران كبيران، يجتمعان في لقب السلف،
ويختلفان بعد ذلك اختلافات شديدة يصعب معها اجتماعهم لأنها تصل إلى حد التناقض،
وقد عبرنا عنهما ب (السلفية المحافظة)، و(السلفية التنويرية)
وقد رأينا أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قد
ذكرتهما واستفادت من كليهما، وإن كانت أكثر ميلا من السلفية الثانية منها إلى
السلفية الأولى.
2 ــ موقف جمعية العلماء من المدارس
السلفية:
من خلال أدلة كثيرة سيتم
استعراضها رأينا أنه يمكن تحديد التوجه الفكري لأعضاء جمعية العلماء المسلمين
الجزائريين ضمن صنفين من التوجهات كلاهما يطلق عليه - اصطلاحا- (سلفية)، وهما
(السلفية التنويرية)، و(السلفية المحافظة)، فبعض أعضاء الجمعية، وخصوصا ابن باديس كان أميل إلى السلفية
التنويرية منه إلى السلفية المحافظة، وفي المقابل نجد الطيب العقبي أكثر ميلا إلى السلفية
المحافظة منه إلى السلفية التنويرية، ولعل هذا من الأسباب التي عجلت بالخلاف بين
الرجلين الكبيرين المؤسسين للجمعية.
وذلك لأن الخلاف بين
كلتا السلفيتين خلاف حاد، رغم بعض النقاط المشتركة بينهما،
نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 33