نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 262
وهو
بذلك بشكل عامل استقرار وأمن لأنه يطفئ نار الفتن والحروب الأهلية ويحقن الدماء
ويؤلف بين القلوب المتنافرة والاتجاهات المتصارعة[1].
وكمثال على ذلك ما قامت
به زاوية قمار بقيادة شيخها الأول علي التماسيني من دور في استقرار منطقة وادي
سوف. حيث تمكن من إخماد فتن قديمة وصرا عات مميتة بين قبائل المنطقة بقوله: (لقد
حفرنا حفرة الأحقاد القديمة ودفناها، ومن أخرجها فلا يلومن إلا نفسه)، وعمل خلفاؤه
على نهجه في إصلاح ذات البين وتهدئة النفوس[2].
وكانت زاوية عبد الصمد
تقوم بإصلاح ذات البين بين الأعراش والقبائل في المنطقة التي كانت تتولى قيادتها،
وبذلك مثلت دور الحاكم، وتمتع المجتمع بالاستقرار النفسي والخلقي واتخذ من شيوخ
هذه الطرق الصوفية قادة له بدلا من الحكام المدنيين وقضاتهم الرسميين[3].
بالإضافة إلى هذا، فإنه بسبب استبدال السلطات
الفرنسية القوانين الإسلامية في المجال القضائي، بالقوانين الفرنسية، ففي 18 فيفري
1841، صدر أمر من السلطات يتضمن التنظيم القضائي في الجزائر، انتزعوا بموجبه من
القضاة المسلمين البت في الأمور الجزائية، وأصبح القضاء الإسلامي مقتصر على
الأحوال الشخصية، وحتى هذه الأخيرة حاولت السلطات الفرنسية إخضاعها للقوانين
الفرنسية وإلغاء الاحتكام للشريعة الإسلامية.
أمام هذا الوضع وفي ظل
هذه الظروف أصبحت الزوايا ملجأ للسكان من أجل فك نزاعاتهم وحل خصوماتهم، سواء كانت
بين الأفراد أو بين القبائل والأعراش، حيث يذكر أن قضايا الأحوال الشخصية أو قضايا
الجنايات والخلافات على الأراضي، كان يفصل فيها
[1] محمد مفتاح، الخطاب
الصوفي مقاربة وظيفية، دار الرشاد الحديثة تاريخ النشر: 1997 الطبعة: 1، ص 5.
[2] بن سالم
بلهادف: الزاوية التيجانية بقمار، ص 46..