نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 248
(خنقة سيدي ناجي)[1]، ومكث فيها ست سنوات
أتقن حفظ القرآن بالقراءة المغربية وتعلم مبادئ العلوم العربية والدينية، ثم انتقل
إلى زاوية سيدي مصطفى بن عزوز النفطي الجريدي
الرحماني[2] سنة 1910م بالجريد
التونسي جنوبا، وبها حفظ متون العقيدة وعلم الكلام والمنطق والفقه وعلم الأصول
واللغة العربية والأدب شعره ونره وبلاغته.. فأتقن متونها من المكودي، والأجرومي،
وابن عاشر، ومتن سيدي خليل، ومكث بها ثلاث سنوات وبضعة شهور، ليعود بعدها إلى دوار
اسطح في صيف سنة 1912م منتزعا توصية من شيوخه في الزاوية تزكيه للالتحاق بالجامعة
الزيتونية[3].
وهكذا عندما ندرس البداية التعليمية لأكثر مشايخ
الجمعية نجد أن لهم صلة قريبة أو بعيدة بالزوايا أو الطرق الصوفية.
وسر ذلك بسيط، وهو أن زمام التعليم العربي والديني في
ذلك الوقت كان بيد الزوايا والطرق الصوفية، وقد كانت تمارس فيه الطريقة التقليدية
التي كانت متبعة في جميع بلاد العالم الإسلامي، بل في مؤسساته التعليمية الكبرى
كالأزهر والزيتونة وغيرها.
وسنحاول هنا باختصار أن نذكر المؤسسات التي كانت
تمارس الطرق الصوفية وظيفتها التربوية من خلالها، ثم نتحدث عن المقررات الدراسية،
والتجديد الذي حصل فيها من طرف الطرق الصوفية إما من تلقاء ذاتهم أو مواجهة
للتجديد الذي جاءت به الجمعية، وحصل مثله في العالم الإسلامي.
[2] نسبة إلى الشيخ مصطفى بن
محمد( 1288هـ - 1866م ) شيخ الطريقة الرحمانية بتونس، والتي جاءها قاصدا من بسكرة لنشرها بنفطة بالجريد التونسي.
محمد محفوظ. تراجم المؤلفين التونسيين. ج 3. ص 379.. 381.
[3] انظر: الدكتور أحمد
عيساوي، جهود الشيخ العربي التبسي الإصلاحية، ص285.
نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 248