نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 246
على
رسول الله a والخلوات التعبدية ونحوها، وكل ذلك
بصحبة المعاني الروحية الباطنية التي يلقنها الشيخ لمريديه، أو يتذاكرها المريدون
فيما بينهم.
وسبب ذلك اعتقادهم أن الممارسات التعبدية الظاهرية لا
تكفي وحدها ما لم تصاحبها المعاني الباطنية في عالم الروح، والتي لا تتحقق إلا بالسلوك
على يدي الشيخ المربي، الذي من ظفر به ظفر بالإكسير الأحمر.
وقد مر بنا في المبحث السابق الممارسات الخاصة للطرق
الصوفية، وسنرى في الجزء الثالث من هذه السلسلة العلل والدوافع التي جعلت أصحاب
الطرق يختارون تلك الممارسات.
المطلب الثاني: الإصلاح التربوي عند
الطرق الصوفية
إن كان الكثير يحكم على الدور السياسي للطرق الصوفية
في الفترة التي تلت المقاومات الشعبية والطرقية للاستعمار بالسلبية، فإن القليل
جدا من الباحثين المنصفين من يحكم على دورهم التربوي والتعليمي بذلك، فقد كانت
الزوايا ــ مهما اختلفت الطرق التي تنتمي إليها ــ تمارس هذا الدور بفاعلية في
المدن والأرياف، وفي أي محل يكون لها وجود فيه.
ولهذا لم تنكر الجمعية ما تقوم به الزوايا والطرق
الصوفية من أدوار في هذا الاتجاه، وإنما تنكر عليها بعض ما يطرح في تلك المؤسسات
من أفكار لا تتفق معها الجمعية.
وقد شهد أحمد توفيق
المدني للطرق بدورها الكبير في
هذا الجانب، فقال في (كتاب الجزائر): (لا زال للطرق الصوفية بقطر الجزائر حظوة
كبرى ونفوذ عظيم... إن لبعض الطرق الصوفية بقطرنا هذا مزية تاريخية لا يستطيع أن
ينكرها حتى المكابر، تلك هي أنها استطاعت أن تحفظ الإسلام بهذه البلاد في عصور الجهل
والظلمات، وعمل رجالها الأولون على تأسيس الزوايا، يرجعون فيها الضالين إلى سواء
السبيل ويقومون بتعليم الناشئة وبث العلم في صدور الرجال ولولا تلك الجهود العظيمة
التى بذلوها والتي نقف أمامها
نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 246