نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 230
وبناء
على هذا يصف الشيخ ابن عليوة الصوفية المحققين بأنهم
أولئك الذين (زيّنوا ظاهرهم بالشرع، وجمّلوا باطنهم بالجمع، وأخذوا من الشرع ما لا
يقتضيه الطبع، ولا يسبق إليه السمع) [1]
وهو يبين الفرق بين
غيرهم، وهو يقصد بلا شك الإصلاحيين الدعاة إلى ظاهر الشريعة، بقوله: (فمن أجل ذلك
صار جميع ما يفهمونه عن الله في سائر أحوالهم مأخوذا من الكتاب والسنّة، وقلّما
تجد قولا من أقوالهم في الشريعة إلاّ ولهم فيه جميع مراتب الشريعة كالإسلام
والإيمان والإحسان.. بخلاف ما عداهم فإنّهم لا يأخذون من القول سوى الظاهر من غير
التفات لما له في الباطن من الأسرار القدسيّة والمعاني الغيبيّة) [2]
ثالثا ــ حقيقة الكون وعلاقته
بالله:
وهذا هو غاية السلوك الصوفي الذي لا يهدف إلا إلى
الوصول إلى الله تعالى، ومن خلال معرفة الله يعرف الصوفي الكون، فالكون عنده مظاهر
وتجليات للذات التي ليس كمثلها شيء.
وهذه الناحية كذلك هي التي جرت المتاعب على الصوفية،
فرموا بالقول بالحلول والاتحاد وغيرها، وقد مر معنا أن جمعية العلماء المسلمين
الجزائريين كانت تلقب الشيخ ابن عليوة بشيخ الحلول.
وبما أنا سنتحدث عن وجهة نظر الصوفية في هذه المسألة
بتفصيل في الجزء الثالث من هذه السلسلة، فإنا نحب أن نذكر هنا بأن الطرق الصوفية
التي عاصرت الجمعية تقول جميعا - على حسب اطلاعي - بما يطلق عليه (وحدة الوجود)،
ولكنهم يفرقون بينها وبين وحدة الوجود الفلسفية.
[1] ابن عليوة، المنح القدوسية في شرح المرشد المعين على الطريقة الصوفية، ص28.
[2] ابن عليوة، المنح القدوسية في شرح المرشد المعين على الطريقة الصوفية، ص29.
نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 230