نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 21
ويرى
هؤلاء على عكس الفريق السابق أن التمذهب بمذهب السلف ليس جائزا فقط، وإنما هو واجب
لا يصح العدول عنه، كما جاء في رد علم من أعلام السلفية المعاصرين، وهو الشيخ
الفوزان على البوطي في قوله السابق، وهو في
كتاب تحت عنوان (نظرات وتعقيبات على ما في كتاب السلفية لمحمد سعيد رمضان من
الهفوات)، جاء فيه: (هذا الكلام يثير الدهشة والاستغراب، كيف يكون التمذهب
بالسلفية بدعة والبدعة ضلالة ؟ وكيف يكون وهو اتباع لمذهب السلف، واتباع مذهبهم
واجب بالكتاب والسنة وحق وهدي؟.. فالتمذهب بمذهب السلف سنة وليس بدعة، وإنما
البدعة التمذهب بغير مذهبهم)[1]
ونحب أن نشير هنا إلى أنه من الصعوبة فهم (السلفية)
على هذا الاعتبار لأن هناك انتقائية كبيرة في تحديد أعيان السلف المرادين، فالكثير
من الأعلام الذين وجدوا في العهود الأولى من الإسلام، والذين صنفهم هذا التيار في
إطار الخوارج والروافض والمرجئة، والجهميّة، والمعتزلة.. وغيرهم ضالون لا يجوز
الأخذ عنهم، بل يجب الرد عليهم.
ولهذا نجدهم بدل تعميم
لفظ (السلف)، أو (السلف الصالح) يعمدون إلى ذكر أسامي المرادين مع أنها لم تحدد في
الحديث، فيذكرون (الأئمة الأربعة، والسفيانيين، والليث بن سعد، وابن مبارك النخعي، والبخاري، ومسلم وسائر
أصحاب السنن)[2]
ولكنهم مع ذلك يقعون في
تناقضات أخرى ذلك أنّ من ذكروهم كان فيما بينهم خصومات إلى حد التكفير، فهذا
الإمام أحمد بن حنبل كان يرى أن الإمام أبا
حنيفة كان من
[1] الشيخ الفوزان، نظرات
وتعقيبات على ما في كتاب السلفية لمحمد سعيد رمضان من الهفوات، الرئاسة العامة
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية - مجلة
دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد – العدد26، ص211.
[2] د. محمود عبد الحليم: السلفية
ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ص11.
نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 21