نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 176
الطرق بالتصوف، ومن ذلك ما كتبه للشيخ ( محمد الهلالي ) المدّرس بالحرم النبويّ الشريف الذي
كتب في مجلة الشهاب مقالا في العدد ( 172 ) يحاول أن يفرق
فيه بين الصوفية الأوائل والطرق الصوفية المعاصرة له، فرد عليه الشيخ ابن عليوة بقولة: (إلى حضرة الشيخ ( محمد الهلالي ) المدرّس بالحرم النبويّ الشريف : أيها
المحترم زادكم الله احتراما، ووقانا وإيّاكم شرّ ما تنشره الأقلام
.. قد كنّا وفقنا أيّها المحترم في العدد ( 172 ) من مجلة (
الشهاب ) على مقال ينسب لحضرتكم ومن جملة ما
ذكرتموه فيه : إنّكم تجلّون رتبة رجال التصوّف المتقدمين ( كالجنيد، الغزالي، السنوسي، الجيلاني، وعبد السلام الأسمر،
الدسوقي، ومعروف الكرخي، وهلم جرا ) وقد ذكرتم أنّكم تعترفون لهم بأنّهم كانوا -
رضوان الله عليهم - على جانب عظيم من الزهد والتقوى.. ولكن لست أدري، وغيري لا
يدري أيضا - إلاّ أنتم - بماذا أثبتم لهم بأنّهم كانوا على جانب عظيم من الزهد
والتقوى وغير ذلك من الخصال الشريفة ؟، وبماذا نفيتم أن يوجد من بين المتأخرين ولو
رجل رشيد حسبما صرّحتم بذلك في مقالكم الأول ؟، أليس ذلك – يرحمكم الله – مجرد تحكّم منكم أولا وآخرا ؟، وما هي
حجّتكم في الحكم على المتأخرين بسلب الرشد من بينهم، فهل كنتم المهيمنين عليهم،
فسبرتم غور الظواهر منهم والبواطن، فلم تجدوا منهم ولو واحدا يصلح أن يرتبط بمن
سلف، ولو بشيء في الجملة ؟، فنحن، وأيم الله في تشوّف عظيم، لأن تطلعونا على
المآخذ)[1]
المطلب
الثاني: التصوف السلوكي وعلاقة الطرق الصوفية به
من خلال ما سبق، فإن المراد بالتصوف السلوكي، هو
التصوف الذي يهتم بالأعمال والممارسات التي يطلب السالك من ورائها أمرين:
[1] ابن عليوة، أعذب المناهل في الأجوبة والمسائل، نقلا عن: صفحات مطوية في التصوف الإسلامي،
ص173.
نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 176