نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 144
الحكومة
الفرنسية والكنيسة الكاثوليكية التي بذلت جهدا كبيرا في هذا المجال، فإننا يمكن أن
نعتبر هذا نصرا سياسيا للجمعية[1].
الموقف من الإدماج:
ومثل هذا الموقف الصلب
أمام التجنيس نجده أمام قضية الإدماج، والتي أثارتها جماعة
النخبة الجزائرية المثقفة بالثقافة الفرنسية، والتي رأت أنه لا سبيل للجزائريين
للتخلص من السياسة الاستعمارية وقانون الأهالي سوى الاندماج بفرنسا مع الاحتفاظ
بالشخصية الإسلامية العربية، وكان على رأس هؤلاء الدكتورابن جلول وفرحات
عباس وأغلب النواب.
إلا أن علماء الجمعية واجهوا هذه الأفكار الخطيرة،
واعتبروها من المخططات الاستعمارية التي تريد أن تشتت المجتمع الجزائري بذوبانه
في الكيان الاستعماري.
وقد جعلهم هذا الموقف يقفون في وجه الإدماجيين بكل قوة، ومن
الأمثلة على ذلك ردهم على موقف فرحات عباس الذي أنكر وجود جزائر
مستقلة، بل أكثر من ذلك راح يقول: (أنا فرنسا)، وقد رد عليه الشيخ ابن باديس في مجلة الشهاب (عدد أفريل 1936م) تحت
عنوان: (كلمة صريحة) ابتدأ فيه بالإنكار على من يتكلمون باسم الأمة دون أن يكون
لهم تمثيل حقيقي في وسطها، ومصرا على مجابهة أصحاب هذه التوجهات ليشير بعدها إلى
دعوى فرحات التي رد عليها مؤكدا أصالة الأمة الجزائرية التي لم تكن في حاجة إلى
الاندماج في فرنسا لتثبت وجودها وقد جاء في هذا المقال كلمته المشهورة التي أصبحت
شعارا للجزائريين: (إن هذه الأمة الجزائرية ليست هي فرنسا ،ولا يمكن أن تكون
فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا ولو أرادت)[2]
[1] بوصفصاف : جمعية العلماء
المسلمين وعلاقاتها، ص 134.