نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 141
وبناء
على هذا القانون الذي التزمته الجمعية نبه ابن باديس إلى أن (الجمعية لا
توالي حزباً من الأحزاب ولا تعادي حزباً منها، وإنما تنصر الحق والعدل والخير من
أي ناحية كان وتقاوم الباطل والظلم والشر من أي جهة أتى. محتفظة في ذلك كله
بشخصيتها ومبادئها محترسة في جميع مواقفها مقدرة للظروف والأحوال بمقاديرها)[1]
وذكر موقفها من المؤتمر
الإسلامي، وأنها (أوكلته لمن شاء من رجالها ليحافط فيه على اللغة والقومية والمطالب
الدينية والعلمية، يعمل فيه على مسئوليته لا على مسئوليتها)[2]
أما مواقف مع خصومها
السياسيين، فقد ذكر ابن باديس أن (الأمة اليوم تجتاز
طوراً من أشق أطوارها وأخطرها فهي تتناسى كل خصومة وتعمل لجمع الكلمة وتوحيد
الوجهة ولا تنبذ إلا أولئك الرؤوس رؤوس الباطل)[3]
بعد التعرف على الناحية النظرية في المشروع الإصلاحي
للجمعية نحب أن نذكر أنها مارست في الواقع بعض النشاطات السياسية – كما عرفنا ذلك في الفصل الثاني- ومن الأمثلة على هذه
النشاطات مشاركتها في المؤتمر الإسلامي سنة 1936م، والذي سبق أن ذكرناه بتفصيل،
وذكرنا الانتقادات الموجهة للجمعية بسببه.
بالإضافات إلى نشاطات كثيرة لا يسمح هذا المقام
بذكرها، ولكنا مع ذلك نذكر نموذجين مهمين، ربما تكون قد نجحت الجمعية في تحقيقهما
بمعونة الكثير من الحريصين على الهوية الجزائرية، بمن فيهم الطرق الصوفية، وهما
قضية التجنيس، وقضية الإدماج.
الموقف من التجنيس:
أما التجنيس،
والذي أصدرت فرنساقانونهفي 14 جوان 1865، وكان من واضعيه