نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 14
الفصل
االاول
التجا
الفکری لجمعیه العلما ومشروعها الاصلاحی
من الصعوبات التي واجهتنا في هذا البحث التحديد
الدقيق للتوجه الفكري الذي يجتمع عليه أعضاء الجمعية، وسبب ذلك واضح بسيط، وهو أن
الجمعية في أصلها، وكما عرفنا في الجزء السابق، تكونت من الطبقة الجزائرية
المثقفة، وكانت هذه الطبقة قد تشكلت قناعاتها الفكرية قبل دخولها الجمعية،
وبالتالي دخلت إلى الجمعية بذلك التوجه الفكري الذي تحمله، ولهذا ضمت بين جنباتها
وخاصة في بداية تأسيسها الصوفي والإباضي والمالكي والسلفي وغيرهم من التيارات.
وحتى بعد حصول الانشقاق انتسب إليها، بل وعمل في إطار
نشاطاتها بعض الطرق الصوفية، وقد ضربنا أمثلة على ذلك في الجزء السابق.
وهذا ما دعانا إلى التمييز في تحديد الاتجاه بين
أمرين:
الأول: هو القناعات الفكرية
لأعضاء الجمعية، والتي هي نتاج الثقافة الخاصة بكل عضو، والتي على أساسها يبرز
الاعتدال أو التشدد أو التسامح مع الآخر.
الثاني: هو المشروع النهضوي
الذي أتت به الجمعية أو توحدت عليه.
وهذا ما يجعل من جمعية العلماء المسلمين نسقا خاصا
يختلف عن كثير من الحركات الإسلامية، بل حتى مع الطرق الصوفية.
فالحركة الوهابية – مثلا - والتي كان لها وجود فاعل في وقت الجمعية كانت صاحبة توجه فكري
واحد، وصاحبة مشروع نهضوي واحد.
والطرق الصوفية كذلك، مهما اختلفت مشاربها أو
تسمياتها لا تختلف فيما بينها إلا في الطقوس الظاهرية الممارسة، أما التوجه
الفكري، فيجمع بينها جميعا حتى أننا لا نستطيع أن
نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 14