نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 121
طريق
الإرشاد - إلى هداية الكتاب والسُّنَّة وسيرة السَّلف الصَّالح، لتكون ماشية في
رقيِّها الرُّوحيّ على شعاع تلك الهداية)[1]
ولكن مع هذا، نذكر أن هناك اهتماما، وإن شابه قصور
كبير بالناحية الأولى، وهي الانحراف عن الدين، فقد اهتمت الجمعية بظاهرتي الإلحاد
والتبشير اهتماما لا يتناسب مع خطرهما.
ظاهرة الإلحاد:
وقد ذكره الشيخ البشير
الإبراهيمي متأسفا، فقال: (
الإلحاد ضيف ثقيل حل بهذا القطر منذ انتشرت بين أبنائه الثقافة الأوروبية من طريق
التعليم اللاديني أو من طريق التقليد الأعمى، وغذته غفلة الآباء والأولياء عن هذه
الناحية الضعيفة من أبنائهم)[2]
ثم ذكر
كيفية سريان الإلحاد من خلال التعليم في المدارس اللائكية، فقال: (ذلك أن الناشئ
الذي يتلقى التعليم في هذه المدارس اللايكية يحس من أول أيامه في التعليم بمنافرة
ما يتعلمه في المدارس من حقائق الكون مثلًا لما تعوّد سماعه من أهليه، ثم يزداد ما
يسمعه في المدارس رسوخًا في نفسه بما يقام عليه من الدلائل فيزداد على قدر ذلك
نفورًا من كل ما يسمعه من أهليه، ثم ينقلب ذلك النفور منهم ومما يسمعه منهم
احتقارًا لهم وله، ولكل ما يلابسهم من عوائد وأزياء حتى ينتهي به الأمر إلى الدين
إذ يجد أبويه وأقاربه لا يعرفون منه إلّا قشورًا ممزوجة بالخرافات، ثم هم لم
ينشئوه على احترام الدين ولم يشربوه حبه من الصغر ولم يروضوه على إقامة شعائره،
فإذا تمادت به مراحل التعليم وهو على هذه الحالة، شب على الوحشة من قومه ولغته
ودينه وملك الالحاد عليه أمره إلّا من رحم ربك، وهذه
[1] من المادة (66) من
القانون الداخلي للجمعية، آثار الإبراهيمي: (1/84).