نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 119
عُطِّلت
بعد فترة وجيزة، فأتبعها بجريدة (الشهاب) التي عرفها بكونها (شهابٌ
رصد على الدِّين الصَّحيح من أن تلمَسه أيدي دجاجلة السُّوء وأنصار البدعة بأذى،
وشهابٌ ثاقب يُقذف به كلُّ شيطان رجيم وأفَّاك أثيم..)[1]
وقد جاء
في هذه الجريدة التَّصريح الصَّريح بالدَّعوة إلى هذه الأصول العظيمة: (إنّ من
أهمِّ ما أُسِّست له هذه الصَّحيفة: الإصلاحَ الدِّيني وتطهيرَ العقائد من نزعات
الشِّرك وباطل الخرافات ودحضَ أنواع البدع القوليَّة والفعليَّة، والإشادةَ بلزوم
الاهتداء بالكتاب
والسنَّة وعمل السَّلف
الصالحين، والأخذَ بكلِّ ما وافق هذه الأصول، والطّرحَ لكلِّ ما خالفها)[2]
حتى
وصيته الجامعة أشار فيها إلى هذا: (اعلموا - جعلكم الله من وعاة العلم، ورزقكم
حلاوة الإدراك والفهم، وجمَّلكم بعزَّة الاتِّباع، وجنَّبكم ذِلّة الابتداع - أنَّ
الواجب على كلِّ مسلم في كلِّ زمان ومكان، أن يعتقد - عقدا يتشرَّبه قلبه، وتسكن
له نفسه، وينشرح له صدره، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه أعماله - أنَّ دين الله
تعالى - من عقائد الإيمان وقواعد الإسلام وطرائق الإحسان - إنّما هو في القرآن
والسنّة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين،
وأنّ كلَّ ما خرج عن هذه الأصول، ولم يحظَ لديها بالقبول - قولا كان أو عملا أو
عقدا أو حالا - فإنّه باطل من أصله، مردود على صاحبه، كائنا من كان، في كلِّ زمان
ومكان.. هذه نصيحتي لكم ووصيَّتي أفضيت بها إليكم، فاحفظوها واعملوا بها، تهتدوا
وترشدوا - إن شاء الله تعالى -؛ فقد تضافرت عليها الأدلة من الكتاب والسنّة وأقوال
أساطين الملة من علماء الأمصار، وأئمة الأقطار، وشيوخ الزهد الأخيار، وهي - لعمر
الحقّ - لا يَقبلها إلا أهل الدِّين والإيمان، ولا يردُّها إلا أهل الزيغ