ثم استدل على قبول مذهب
النشوء والارتقاء بالضرورة، ثم القرآن الكريم، وخلص إلى نتيجة عبر عنها بقوله:
(وإذا ثبت لديك أن المذهب نفسه لا مغمز فيه، فلا يضيقن صدرك لبعض الجزئيات التي
يقسر بعض الماديين عقلاء البشر على قبولها ويحاولون بها هدم الأديان – مثل ترقي القرد إلى نوع
الإنسان – فإن تلك الجزئيات لم
تزل وهما ولن تزال خيالا فكيف يصح إلحاقها بذلك المذهب الصحيح؟)[2]
ثم خلص في النهاية إلى
أن الضرورة والدين متفقان على إثبات النشوء والارتقاء في النوع الواحد[3].
ولا نملك أن نعلق على
هذه المقولة إلا بما علق به صاجب كتاب (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير)
بقوله: ( وبهذا أعطى الشيخ مبارك الميلي- عفا الله عنه - الضوء
الأخضر لمن يريد أن يدخل نظرية داروين وغيرها في أذهان المسلمين)[4]
6 ــ الاهتمام بالتمدن:
ونقصد به الاهتمام المبالغ فيه من طرف السلفيين
التنويريين بمظاهر التمدن والرفاه، واعتبارها في بعض الأحيان مقاييس صحيحة للتقدم
أو الانحطاط.
وبناء على هذا سنرى كيف كان الإبراهيمي ينتقد الطرق الصوفية في طريقة ذكرها
باعتبارها تشوه صورة الإسلام في عيون الغرب، وكأنه ينتظر من الغرب أن يعلمها كيف
تذكر، أو كيف تتحرك في ذكرها.