نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 145
بناء على هذا نحاول في هذا المطلب أن نتلمس الأسباب الحقيقية في هذا الانشقاق بعيدين عن منطق قراءة ما في الصدور، ملاحظين الواقع من حيثياته المختلفة.
وقد رأينا أنه يمكن إرجاع أسباب ما حصل إلى خمسة أسباب نلخصها فيما يلي:
أولا ــ الأحداث السابقة على تأسيس الجمعية:
وهي أحداث كثيرة كانت ممتلئة بالصراع بين الجمعية والطرق الصوفية، ذكرها الإبراهيمي فقال: (وقد لقيت – أي الجمعية- في تاريخ حياتها خصومات عنيفة وواجهت خصومًا أقوياء، وكانت في جميع ذلك مظلومة واحتملت من الأذى والكيد والعدوان والتهم الباطلة ما تنوء به الجبال)[206]
بغض النظر عن مدى صدق كون الجمعية لها المظلومية في كل ما ذكر من أحداث أم لا إلا أن ذلك كان مؤثرا تأثيرا كبيرا في علاقتها بالطرق الصوفية بما حصل بعد ذلك من صراعات كانت تظهر كل حين.
وكمثال على تلك الأحداث نذكر هنا أكبر حادثة سبقت التأسيس، وكان لها دورها الفاعل في توسيع الهوة بين الجانبين، وهي اتهام الجمعية للطرق الصوفية بمحاولة اغتيال ابن باديس، وما أثارته من ضجة كبرى، وما أسالته من حبر كثير[207].
ونحب أن نذكر ببعض التفصيل[208] هذه الحادثة لنقرأها قراءة واقعية بعيدة عن التحليل الذي ينطلق من توجيه الاتهام من غير توفر الأدلة الكافية.
والحادثة قد تم تدوينها بكل تفاصيلها في مجلة الشهاب عام 1926 م بقلم ابن باديس