نام کتاب : النوازل الفقهية و مناهج الفقهاء في التعامل معها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 46
به أدنى
تعزير، فأراقوا دماء جماعة من أهل العلم جهالة وضلالة وجرأة على الله، ومخالفة
لشريعة رسول الله، وتلاعبا بدينه، بمجرد نُصوص فقهية، واستنباطات فروعية ليس عليها
أثارة من علم، فإنا لله وإنا إليه راجعون)[1]
2 ـ العامة
والدهماء: والذين انتشر التعصب المذهبي بينهم، فجعلهم لا يهتمون ولا يستفتون إلا
من يرون فيه ما رسخ فيهم من تمسك بالمذهب وتعصب له، بل وصل الأمر بهم إلى إيذاء
المخالفين، وحصلت بسبب ذلك الفتن بين أتباع المذاهب المختلفة.
ومن الأمثلة
على هذا ما ذكره المؤرخون في أحداث سنة 447 هجرية حيث حصلت فتنة بين الحنابلة
والشافعية ببغداد، كان من أسبابها جهر الشافعية بالبسملة في الصلاة، فانقسمت
العامة بين مؤيد ومخالف لهم، ثم انحازت كل طائفة إلى الطرف الذي مالت إليه، ثم
توجه الحنابلة إلى أحد مساجد الشافعية، ونهوا إمامه عن الجهر بالبسملة، ثم تطور
النزاع إلى الاقتتال، فتقوى جانب الحنابلة وتقهقر جانب الشافعية، حتى أُلزموا
البيوت ،و لم يقدروا على حضور صلاة الجمعة ولا الجماعات، خوفا من الحنابلة[2].
والأمثلة على
هذا أكثر من أن تحصر، وقد ساهمت جميعا في ترسيخ المذاهب، والاهتمام بتكوين الفقهاء
فيها، حتى يتقوى كل طرف على الأطراف الأخرى.
ثانيا ـ
أدلته:
يستند أصحاب
هذا المنهج إلى أدلة كثيرة نلخص أهمها فيما يلي:
[1] البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، محمد بن علي بن
محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني، دار المعرفة - بيروت، ج1، ص21..
[2] أرخت الكثير من المراجع التاريخية لأمثال هذه الأحداث، منها
على سبيل المثال: الكامل في التاريخ، ابن الأثير، حققه عبد الله القاضي، ط2،
بيروت، دار الكتب العلمية، 1995، ج 8 ص: 73.
نام کتاب : النوازل الفقهية و مناهج الفقهاء في التعامل معها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 46