وهكذا نجد
المتساهلين والمتشددين في كل مذهب من المذاهب، والمتساهلون عادة يقتربون من المنهج
السابق، أو ربما يميلون إلى المناهج الأخرى التي سنعرض لها في المباحث اللاحقة.
بناء على هذا
سنعرض هنا – باختصار شديد – لمثل ما عرضنا إليه في المبحث السابق من أعلام هذا المنهج الذين
يمثلونه، وأدلتهم، والمنهج أو الآليات التنفيذية التي يعتمدون عليها في الفتوى.
أولا ـ
أعلامه:
ليس من
الصعوبة التعرف على أعلام هذا المنهج، والذين مثلوه طيلة التاريخ الإسلامي، ذلك
أنهم يكادون يمثلون أكثر فقهاء هذه الأمة، وتمثل كتبهم كثيرا من التراث الفقهي
الضخم الذي وصل إلينا.
وهذا الأمر
غير مستغرب، ذلك أن الذين اعتمدوا فقه الدليل كانوا من النخبة، وهي محدودة عادة،
بخلاف الذين انتهجوا هذا المنهج فهم في أحسن أحوالهم مجتهدون في إطار المذهب لا
يخرجون عنه.
وقد ساعد على
هذه الوفرة في الأعلام والمشايخ الفقهاء أنهم رأوا أن مذاهبهم هي التي تمثل
الشريعة، وبالتالي فإن نصرتها أو التعصب لها نصرة للشريعة نفسها، ومن الأمثلة على
ذلك – ولسنا ندري مدى دقته - ما ذكره تاج الدين
السُبكي الشافعي(ت قرن: 8هـ) عن الحافظ عبد الله الأنصاري الهروي الحنبلي(ت 481 هـ
) من شدة تمسكه
[1] رد المحتار على الدر المختار (حاشية ابن عابدين)، محمد أمين
عابدين، دار إحياء التراث العربي (بيروت)، الطبعة الثانية 1407هـ، 1987م، ج1، ص51.
نام کتاب : النوازل الفقهية و مناهج الفقهاء في التعامل معها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 42