وقد علق
الشاطبي على هذه الآيات بقوله: ( فمدحهم بالصدق مع حصول الزلزال الشديد والأحوال
الشاقة التي بلغت القلوب فيها الحناجر، وقد عرض النبي a على أصحابه أن يعطوا الأحزاب من ثمار المدينة؛
لينصرفوا عنهم فيخف عليهم الأمر؛ فأبوا من ذلك، وتعززوا بالله وبالإسلام؛ فكان ذلك
سببا لمدحهم والثناء عليهم)[2]
وضرب الأمثلة
الكثيرة على ذلك من فعل الصحابة ، ومن ذلك تطبيق الصحابة لقوله a: (لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره، خير له من أن يسأل
أحدا، فيعطيه أو يمنعه)[3]
وقد علق
الشاطبي على هذا الحديث بقوله: (فحمله الصحابة -- على عمومه، ولا بد أن يلحق من
التزم هذا العقد مشقات كثيرة فادحة، ولم يأخذوه إلا على عمومه)[4]
ثالثا ـ
منهجه في الفتوى:
بناء على ما
سبق، فإن المنهج المتبع للفتوى لدى هذا الفريق يعتمد على ما يلي:
أولا – مراعاة الخلاف الفقهي: ولهذا فإنه يمكن اعتبارهم من
هذه الناحية من المذاهبيين، أي أنهم لا يلتزمون مذهبا بعينه، بل يتخيرون من أقوال
الفقهاء أشدها،