نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 66
ولكل فرقة سياستها النافعة لها [1].. وهكذا في جميع كتبه ورسائله.
والذي يهمنا هنا هو تبيين أصناف الناس بحسب أسلوب الإصلاح الممارس نحوهم،
وقد ذكر الغزالي ذلك ببعض التفصيل في كتابه (القسطاس المستقيم) حين سأله رفيق التعليم
عن أصناف الخلق وكيفية علاجهم، فذكر أنهم ثلاثة: (عوام، وهم أهل السلامة، وخواص هم
أهل البصيرة وخواص الذكاء، ويتولد بينهم طائفة هم (أهل الجدل والشغب) [2]، وتكاد معظم التقسيمات الأخرى التي ذكرها الغزالي ترجع
إلى هذه الأصناف.
وهو يستند في هذا التقسيم إلى قوله تعالى: ﴿ ادْعُ
إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ﴾ (النحل:125)قال الغزالي: (فأدعو هؤلاء
[العوام] بالموعظة، وأهل البصيرة بالحكمة، وأدعو أهل الشغب بالمجادلة) [3]
وسنرى هنا طريقة تعامل الغزالي مع هذه الأصناف:
العوام:
و يعرفهم الغزالي بأنهم أصحاب السلامة الذين ليست لهم فطنة لفهم الحقائق،
ولو كانت لهم هذه الفطنة ليس لهم معها داعية الطلب لأن الحرف والصناعات شغلتهم عن ذلك،
وليس فيهم أيضا داعية الجدل.
والأفضل لهم في رأيه هو الاشتغال بالحرف
والصناعات عن البحث في المتشابه من أصول الدين أو المختلف فيه من فروعه، وذلك لأنهم
بالسؤال متعرضون لما لا يطيقونه،
[1]
الاقتصاد في الإعتقاد، تحقيق عادل الغوا، ط1، بيروت: دار الأمانة، 1388ه، ص76،75.