نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215
كما يرى ضرورته فهو (نور من أنوار النبي
a نادر أعز من الكبريت الأحمر)[1]
وقد اتفق على اشتراط الشيخ المربي كل من تحدث في التزكية، سواء كان من الصوفية
أو غيرهم، ولا بأس أن ننقل هنا نصا جميلا لـ (عبد الوهاب الشعراني) يحدثنا فيه عن نفسه
كشاهد لضرورة الشيخ يقول في (لطائف المنن): (وكانت صور مجاهداتي لنفسي من غير شيخ أني
كنت أطالع كتب القوم، كرسالة القشيري وعوارف المعارف والقوت والإحياء، ونحو ذلك، وأعمل
بما ينقدح لي من طريق الفهم، ثم بعد مدة يبدو لي خلاف ذلك، فأترك الأمر الأول، وأعمل
الثاني وهكذا، فكنت كالذي يدخل دربا، لا يدري هل ينفذ أم لا؟ فهذا مثال من لا شيخ له،
فإن فائدة الشيخ إنما هي اختصار الطريق للمريد)[2]
وإن كان الطب الحديث يحذر من علاج الإنسان لنفسه بنفسه، ولو قرأ كتب الطب،
ويلح على ضرورة الطبيب الذي يكشف خفايا العلل ويطلع على ما دق من الأمراض، (فإن الأمراض
القلبية والعلل النفسية أشد احتياجا للطبيب المزكي، لأنها أعظم خطرا، وأشد خفاء، وأكثر
دقة)[3]
وقد وضح الغزالي الآداب التي بها يستطيع مريد التزكية الاستفادة من الشيخ
المربي، ومن تلك الآداب أن لا يجادله أو يشتغل بالاحتجاج معه في كل مسألة، لأن ذلك
قد يدعوه إلى إساءة الأدب معه، وهو حائل بينه وبين إمكانية الاستفادة منه، وأن يعمل
ما يأمره به من العمل قدر وسعه وطاقته، ولو لم يفهم مراد الشيخ من ذلك، لأن وضيفة الشيخ
هي وظيفة الطبيب، والمريض لا يسأل طبيبه ـ مادام يثق في كفائته ـ عن أسرار وظيفته [4].