نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 209
ولكن لماذا احتاج القلب الإنساني إلى
هذا التطهير؟ ولم كان هذا التطهير مقدمة للتعرف على الله؟
يجيب الغزالي على هذا السؤال
بأن ازدواج التركيب الإنساني من جسم مظلم كثيف مركب، ومن نفس جوهرية مفردة لا تشابه
هذا العالم [1] استدعى
وجود قوى حيوانية تتعلق بلطيفته الروحانية الربانية، وتلك القوى نوعان:
القوى المحركة:
وهي القوى الباعثة أو العاملة لأي فعل، والباعثة إما أن تبعث إلى جذب نفع
أو دفع ضر، فالباعثة إلى جلب النفع تسمى (شهوة)، والباعثة إلى دفع الضر تسمى
(الغضب) والعاملة هي المحركة والمطبقة لما تمليه الإرادة، فإن كانت الإرادة حازمة
انبعثت وان كانت مترددة ترددت، والإرادة تتبع القوة الثانية من القوى الإنسانية
وهي قوته الإدراكية العلمية، يقول الغزالي: (الإرادة لا تنهض من مكانها ولا تخرج
من مكامنها ما لم يأت إليها رسول العلم، فإذا أتى وجزم الحكم انبعثت الإرادة، وإذا
جزمت الإرادة الحكم انبعثت القدرة بتحريك الأعضاء، فلا تجد محيصا وخلاصا من الامتثال
والارتسام بموجب رسمها، وإذا جزمت القدر الحكم تحركت الأعضاء، بحيث لا تجد محيصا
من الحركة)[2]
القوى المدركة:
وهي القوة المتعرفة على العالم الخارجي،
ويقسمها الغزالي إلى مدركات ظاهرة، وهي الحواس الخمس، وباطنة هي قوة الخيال والحفظ
والحس المشترك والتفكر والتذكر