يعرف الغزالي التزكية [2] بأنها
تطهير القلب عما لا يحبه الله عز وجل [3]، وهي بذلك تشكل شطر الإيمان كما نص
الرسول a على ذلك بقوله: (الطهور شطر
الإيمان)[4]، وهو ينفي أن يكون المراد بالحديث مجرد
تطهير الظواهر وتنظيفها بإفاضة الماء وإلقائه عليها، مع تخريب الباطن وبقائه مشحونا
بالخبائث والأقذار، بل إن المراد بالتطهير في الحديث ـ كما يفهمه الغزالي ـ يشمل أربع
مراتب تشكل بمجموعها حقيقة التزكية الشاملة وتلك المراتب هي:
1.
تطهير الظاهر عن الأحداث والأخباث والفضلات، كما نصت على ذلك
الأحكام الفقهية والسنن الشرعية.
[1] ابن منظور، لسان العرب، (مادة زكا)، 14/358 رقم 9023.
[2] يطلق عليها الغزالي كعادته في التكثير من المصطلحات (رياضة النفس)
و(تهذيب الأخلاق) و(معالجة أمراض القلب)، انظر: الإحياء 3/48.