نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 200
الطب لخطأ شاهدوه من طبيب، وطائفة اعتقدوا
صحة التنجيم لصواب اتفق لواحد، وطائفة اعتقدوا بطلانه لخطأ اتفق لآخر [1].
وبناء على هذه القاعدة انتقد الغزالي المتكلمين أو المحدثين الذين أنكروا
على الفلاسفة وغيرهم من الطوائف، دون التمكن من النظر في علومهم، وفهم أغراضهم، ولهذا
كان إفسادهم أكثر من إصلاحهم [2].
وهو يشرح كيفية التدرج في العلوم بأن يبتدئ الطالب بكتاب الله تعالى، ثم بسنة
رسوله a، ثم بعلم التفسير
وسائر علوم القرآن، وكذلك في السنة، ثم يشتغل بالفروع من الفقه، دون استغراق العمر
في فن واحد منها طلبا للاستقصاء فيه. لأن هذه العلوم آلات ومقدمات، وليست مطلوبة بعينها
بل لغيرها [3].
الأصول قبل الفروع:
لأن أصول الشريعة ومبادئها الكبرى مقدمة على الفروع، يقول الغزالي ـ عند ذكره
لآداب المتعلم ـ: (أن لا يخوض في فنون العلم دفعة، بل يراعي الترتيب، ويبتدئ بالأهم
فإذا كان لا يتسع لجميع العلوم غالبا، فالحزم أن يأخذ من كل شيء أحسنه) [4]
وأصل العلوم وأشرفها وأعلاها وأولاها معرفة الله تعالى والسلوك إليه ـ أو
ما يسميه الغزالي بعلم الآخرة ـ باعتباره الأصل الذي يرتبط بمدى العلم به كل التصرفات
السلوكية في الدنيا، ويرتبط به المصير الأبدي في الآخرة.
ولكن أهميته مع ذلك في تصور الغزالي
لا تعني النظر بعين الاحتقار إلى سائر العلوم