نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20
الفصل الأول
حياة الغزالي
اتفق المترجمون للغزالي على
أن مولده كان سنة 450 هـ، وأن مكان ولادته هو مدينة طوس، وكانت ثاني مدينة في خراسان
بعد نيسابور، وكانت تتألف من مدينتين، يقال لإحداهما (الطابران)، وبها قبر الغزالي،
والثانية (نوقان)، وبها قبر الإمام الرضا، وقبر هارون الرشيد إلى جواره، وقد كانت طوس
في ذلك العهد مدينة كبيرة حسنة المباني كثيرة الأسواق شاملة الأرزاق عامرة الأمكنة
رائعة الجهات بها منابر [1]، ولكن جحافل المغول دمرتها سنة 607ه
تدميرا شنيعا، ولم يبق منها إلا بعض الآثار تشهد على ما كان فيها من حضارة وعمران،
وقد كان لطوس أكثر من ألف قرية. ومنها قرية الغزالي المسماة ب(الغزالة) وقد تخرج من
هذه القرى ما لا يحصى من أئمة العلم والفقه [2].
ولا تذكر لنا المصادر شيئا ذا بال عن
أسرة الغزالي، وجل ماهناك أن أباه كان فقيرا صالحا لا يأكل إلا من كسب يده في العمل
غزل الصوف، ويطوف على المتفقهة، ويجالسهم، ويتوفر على خدمتهم، ويجد في الإحسان إليهم،
وأنه كان إذا سمع كلامهم بكي وتضرع وسأل الله تعالى أن يرزقه ابنا، ويجعله فقيها، ويحضر
مجالس الوعظ، فإذا طاب وقته بكى، وسأل الله أن يرزقه ابنا واعظا. قال السبكي: (فاستجاب
الله دعوتيه، فأما أبو
[1] محمد الحميري، الروض
المعطار، تحقيق إحسان عباس، لبنان، دار القلم، 1975، ص398، وتسمى اليوم مشهد، وهي
مدينة في أقصى الشمال الشرقي من إيران، وعاصمة مقاطعة خراسان، تعد مركزا دينيا
مرموقا لمشهد الرضا بها، والذي يقصده الشيعة من كل مكان، نقلا عن: د. محمد إبراهيم
الفيومي، الإمام الغزالي وعلاقة اليقين بالعقل، القاهرة، دار الفكر العربي، ص215.