نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 178
علمهم
لم يبلغ كلامهم فيه الغاية القصوى، فلم يحصل منه ما يمحو كلية ظلمات الحيرة باختلافات
الخلق[1].
ومع هذه الدعوة والقصور عن الوفاء بها في نفس الوقت، تلميح إلى ضرورة الاجتهاد
الدائم في هذا العلم، ونهي عن التقليد، أو تحويل علم الكلام عن غرضه الأصلي، الذي هو
البحث الدائب عن الأدلة لنصرة العقيدة إلى التعصب للآراء والتمذهب بها، وكأنها مقصودة
لذاتها.
ج ـ توسيع ميادين علم الكلام:
بما أن مقصد علم الكلام هو حراسة العقيدة من تشويشات المبتدعة وشبهاتهم، فإن
الغزالي يرى وجوب تصدية لكل شبهة عارضة، وعدم حصره في الرد على المعتزلة، أو بعض الفرق
الإسلامية كما هو حاصل في عصره، لأن آراء المعتزلة، وإن كانت سببا في نشوئه كعلم شرعي
إلا أن الشبهات العقدية لا تتوقف عندهم، فهناك الفلسفات المضللة والأديان المحرفة والشبهات
التي تنتشر بين العامة داعية إلى التكاسل عن الطاعات وغيرها، وكل ذلك يحتاج إلى نصرة.
ولهذا فإن الغزالي يوسع علم الكلام ليشمل
نصرة العقيدة والشريعة معا ضد كل الفرق المنحرفة والأديان المضللة والشبهات العامة،
ونجد هذه النصرة صريحة في كل كتبة، ولهذا لا غرابة في وضف جميع كتبة بـ (الكلامية)
ما دام هدفها هو النصرة، فرده على الفلاسفة كان ردا كلاميا عقليا دعاه إليه ما رآه
من إهمال الكثير من الواجبات الشرعية، والتذرع بطلب الحكمة والفلسفة، وكذلك في رده
على الباطنية أو مبتدعي الصوفية أو بتفنيده لألوهية المسيح وبيانه لتحريف الإنجيل او
رده على الشبهات التي يعتمد عليها