نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 151
2.
من صار لهم ذلك ذوقا وحالا، وانتفت عنهم الكثرة، واستغرقوا بالله
تعالى فصاروا كالمبهوتين فيه، فلم يبق فيهم متسع لذكر غير الله، وهؤلاء نطقوا بما نطقوا
به في تلك الحال، (وكلام العشاق في حال السكر يطوى ولا يحكى، فلما خف عنهم سكرهم، وردوا
إلى سلطان العقل الذي هو ميزان الله في أرضه عرفوا أن ذلك لم يكن حقيقة الاتحاد، بل
يشبه الاتحاد) [1]
ولكن الغزالي مع هذا النفي والتأويل يعود لطبيعته الفقهية، فيسد الذرائع حاكما
بالتشديد على من يطلق هذه الدعاوى، يقول في (الإحياء):(فهذا ومثله مما قد استطار في
البلاد شرره، وعظم في العوام ضرره، حتى من نطق بشيء منه، فقتله أفضل لدين الله من إحياء
عشرة)[2]
من هذا البيان المختصر للتصوف الذي مارسه الغزالي ودعا إليه بشقيه السلوكي
والمعرفي نستطيع أن ندرك ونجزم بأن تصوف الغزالي معتمد أساسا على النصوص الشرعية، والتجارب
الروحية للمعتد بهم من أئمة هذا الشأن، ولذلك أخذت معظم الطرق الصوفية بمنهجه، وانتشرت
بشدة، وكان لها الدور المعروف في نشر الإسلام، أو في الإصلاح الاجتماعي.