نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 142
وقد ذكر الغزالي في (الربع الثالث) من
الإحياء هذه المهلكات معرفا بها مفصلا أسبابها، وما ينشأ عنها من مضار مبينا طريق العلاج
منها.
تحلية القلب بالأحوال الإيمانية:
والمقامات التي ورد الحث عليها في النصوص الشرعية من التوبة والخوف والرجاء
والصبر والشكر وغيرها، وقد خصص الغزالي الربع الأخير من (الإحياء) لذلك مسميا إياه
(ربع لمنجيات) [1]، وهو يدعو من خلاله إلى إنشاء علاقة وجدانية بين العبد
وربه تملأ القلب محبة له ورضا عنه وإنابة إليه.
هذه هي الخطوات التي يرى الغزالي وجوب سلوكها للوصول إلى درجة المتقين، وأهلها
هم أهل الولاية العامة، أما المقربون والصديقون فلهم ـ زيادة على ما سبق ـ سلوكهم الخاص،
فنهاية التقوى بداية القرب.
ب ـ السلوك الخاص:
نجد في كتب الغزالي ـ كما نجد في كتب الصوفية عموما ـ التفريق بين درجات المؤمنين،
فهم بين عوام وخواص وخواص الخواص، أو أهل اليمين والمقربين، ولكل درجة من تلك الدرجات
فهمها وتوجهها وسلوكها الخاص، فللورع ـ مثلا ـ أربع مراتب:
1.
الورع العام:وهو الذي يشترط في عدالة الشهود، وهو الاحتراز من الحرام
الظاهر.
2.
ورع الصالحين:وهو التوقي من الشبهات التي تتقابل فيها الاحتمالات كما
قال رسول الله a: (دع ما يريبك إلى ما لا
يريبك) [2].
3.
ورع المتقين: وهو ترك الحلال المحض الذي يخـاف منه أداؤه إلى الحرام
كما قال