وهو أن يقدر أنه المخصوص بكل خطاب في القرآن، فإن سمع أمرا أو نهيا قدر أنه
المنهي والمأمور، وإن سمع وعدا أو وعيدا فمثل ذلك، (وكيف لا يقدر هذا، والقرآن ما أنزل
على رسول الله a لرسول الله a خاصة، بل هو شفاء ورحمة ونور للعالمين)
[2]
ونتيجة ذلك ـ كما يرى الغزالي ـ أن لا تتخذ دراسة القرآن عملا، بل يقرؤه كما
يقرأ العبد كتاب مولاه الذي كتبه إليه ليتأمله، ويعمل بمقتضاه، وينقل الغزالي في ذلك
عن مالك بن دينار[3] قوله: (ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل
القرآن؟.. إن القرآن ربيع المؤمن، كما أن القرآن ربيع الأرض)[4]
ولا يكون ذلك إلا بالتعامل الجدي مع
القرآن الكريم، واعتبار كل ما فيه حكمة وفائدة في حق كل شخص بعينه، فليست قصصه ـ مثلاـ
سمرا غير مقصود، وإنما هي عبر وتثبيت لمن تأملها، ولأجل هذا أمر الله تعالى الكافة
بشكر نعمة القرآن الكريم باعتبار نزوله غير مختص به a، بل هو متعلق بكل مكلف،
فقد قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
وَمَا أ