نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 72
التكلف والفضول
والتألي على الله، فقد قال في مقدمة كتابه: (إن التاريخ ليس من مقاصد القرآن، و
التمسك به خطر أي خطر على النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وعلى القرآن. بل هو جدير بأن يدفع الناس إلى
الكفر بالقرآن كما كفروا من قبل بالتوراة، وإن المعاني التاريخية ليست مما بلغ على
أنه دين يتبع وليست من مقاصد القرآن في شيء ومن هنا أهمل القرآن مقومات التاريخ من
زمان ومكان وترتيب للأحداث)[1]
وقال: (فطن العقل
الإسلامي إلى أن هذه الأشياء لا تفهم على أنها الحق التاريخي والواقع العلمي إلا بضروب
من التأويل، ولو أن العقل الإسلامي أقام فهمه للقصص القرآني منذ اللحظة الأولى على
المذهب الأدبي لما احتاج إلى هذه التأويلات)[2]
وكل هذا تكلف
ممقوت، وثقة زائدة بالآثار والتاريخ، وكأن الآثار سجلت كل أحداث التاريخ، ولم تغفل
منها شيئا، وهو ما لم يقل به أحد من المؤرخين السابقين ولا اللاحقين.
بل إن المؤرخين
أنفسهم يعتمدن في التاريخ على الكثير من الوثائق الأدبية ككتابات كونفوشيوس، وإلياذة
هوميروس، والشعر الجاهلي،باعتبارها جميعا مصادر يمكن التعرف من خلالها على الواقع
التاريخي.
بالإضافة إلى أن
القرآن الكريم، يذكر كل تلك الأحداث باعتبارها واقعا تاريخيا، وأن الله تعالى هو
الذي أخبر رسوله عنها، ولذلك نجد فيه أمثال قوله تعالى بعد ذكره لقصة موسى عليه
السلام: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى
[1] الفن القصصي في القرآن الكريم، د.
محمد أحمد خلف الله، ص42.