نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 57
التنويريون..
وتحريف الكلم عن مواضعه
من السلوكات
التي ذكرها القرآن الكريم عن أهل الكتاب كنتيجة لنقض الميثاق، وقسوة القلب [تحريف
الكلم عن مواضعه]، وهو ما عبر عنه قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ
لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ
مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة: 13]
فتحريف الكلم عن
مواضعه ـ بحسب الآية الكريمة ـ تبرير لنقض الميثاق، ذلك أن أي إنسان يمارس
الخطيئة، ويستحليها، ويدمن عليها، لا يكتفي بها، بل يحاول أن يبررها، ويعطيها من
الشرعية ما يحول منها طاعة وقربة، وما يكتسب منها جاها وسمعة، ويكون تبريره لها
أخطر من المعصية نفسها، ذلك أن التبرير استحلال للمعصية، ومحادة لله، وتأل عليه.
وهو أيضا يعبر
عن قسوة القلب، ذلك أنه لا يحاد الله إلا من قسى قلبه، وطبع بالران والختم
والأقفال التي تحول بينه وبين الاستبصار والهداية.. والقلب القاسي هو ذلك الذي
يقدم هواه على ربه، ويقدم فكره على كلماته المقدسة، ويجعل من شريعة الله مطية
لتلبية نداء أهوائه وشهواته.
ولذلك أخبر الله
تعالى عن الظلم العظيم الذي يقع فيه من يضع الشرائع من هواه المجرد؛ فيجعل من نفسه
إلها من دون الله، قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ
كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ
الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ
(18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ
بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} [هود: 18، 19]
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 57