نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 222
مجرد خرقة
ولباس لا معنى لها، بل تصوروه نوعا من التدخل الإلهي أو الذكوري في شأن المرأة،
وأنه مخالف للحضارة، وأن البشرية لن تتحضر حتى تتحرر المرأة من لباسها، لتصبح مرعى
خصيبا لكل ذئاب الدنيا وكلابها.
وقد استعملوا في
هذه الحرب مجموعة أسلحة، نشير إلى أهمها هنا:
أولا ـ سلاح التحضر والرقي:
وهو سلاح اتفق
عليه القدامى والمحدثون، حتى أن بعضهم تصور أن سبب تخلف المسلمين هو الحجاب، وأن
رمز رقيهم هو نزعه، ولذلك راح ينادي بخلع الحجاب حتى تترقى الأمة، وتترفع عن
تخلفها.
ولذلك لا يربط
التنويريون التطور العلمي والتقني الأوروبي بتوفر الظروف المناسبة للبحث والإنتاج
العلمي، وإنما يربطونه بوجود المرأة التي تتخلى عن حجابها، كما تتخلى عن حيائها
وعفتها، وتعمل بنفسها كل ما يرضي نزوات الرجل.
وقد صرح بذلك
بعضهم، فقال ـ يمدح الانحلال الأخلاقي في المجتمع الأوربي ـ: (يضم المجتمع الأوربي
الرجال والنساء دائماً، فيسهل الاتصال بينهم، وتنشأ فيما بينهم علاقات آلفة وصداقة
وحب، وهذا الاختلاط بين الجنسين في الاجتماعات يُسبغ، عليها عذوبة ورقة، فالسحر
الذي تشيعه المرأة في كل مكان توجد فيه شيء ممتع ونفاذ كعطر الزهور. وفي مثل هذه
الاجتماعات ينعم المرء دائماً بالمرح، وغالباً ما يتودد للغير، ويخرج في النهاية
مفعم القلب بالرضا!) [1]
وبناء على هذا
تصور أنه لا يمكن أن تترقى الأمة، ولا أن تتحضر، ولا أن ترفع
[1] المصريون، ضمن الأعمال
الكاملة لقاسم أمين، تحقيق الدكتور محمد عمارة (ص 258)
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 222