responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 158

 

التنويريون.. والجنة

نتيجة لغلبة الدنيوية والمادية على الفكر التنويري، والذي يلح دائما على اعتبار الحياة الدنيا هي المحور والمركز، وهي البداية والنهاية، فإنه يحتقر الكثير من عوالم الغيب، إما بتجاهلها، وعدم الاهتمام بها، أو بنقد أولئك الذين يعيشون فيها، ويتصورون أن الإيمان لا يكمل إلا بالإيمان بها، بل باختلاط المشاعر بها إلى أن تصبح جزءا أساسيا من حياة المؤمن لاينفك عنها لحظة.

أو كما ذكر ذلك الصحابي الجليل الذي عبر عن إيمانه بقوله: (عزفت نفسي عن الدنيا، فأظمأت نهاري، وأسهرت ليلي، وكأني بعرش ربي بارزاً، وكأني بأهل الجنة في الجنة يتنعمون فيها، وكأني بأهل النار في النار يعذبون)، والذي أثنى عليه رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) بعد قوله هذا بقوله: (‌أصبت فالزم.. مؤمن نور الله قلبه)[1]

فهذا الحديث مرفوض جملة وتفصيلا عند التنويريين؛ فهم لا يؤمنون بالزهد، ولا بتلك الرياضات الروحية التي يمارسها المؤمن ليرتقي بروحه إلى الملأ الأعلى.. وهم لا يتطلعون إلى عرش الرحمن بقدر تطلعهم إلى التعرف على المجرات والنجوم والثقوب السوداء.. والجنة لا تشكل عندهم شيئا، لأن الجنة عندهم هي تلك الأبراج العالية، والحدائق المزينة الموجودة في أمريكا وأوروبا.. فتلك البلاد هي منتهى هممهم.. أما جهنم فهي ليست سوى البلاد التي يعيشون فيها، والتي يودون لو أحرقوها عن آخرها.

وهذا الكلام ليس تحاملا عليهم.. بل هو الحقيقة التي تنطق بها كلماتهم،


[1] رواه البزار.

نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست