responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 152

ويتمنى ويقول ليته لم يكن لي مال قط، ولا جاه قط، فكنت لا أتأذى بفراقه؟ فالموت عبارة عن مفارقة المحبوبات الدنيوية كلها دفعه واحدة.. فما حال من لا يفرح إلا بالدنيا، فتؤخذ منه الدنيا وتسلّم إلى أعدائه، ثم ينضاف إلى هذا العذاب تحسّره على ما فاته من نعيم الآخرة، والحجاب عن اللّه عز وجل، فإن حب غير اللّه يحجبه عن لقاء اللّه والتنعم به، فيتوالى عليه ألم فراق جميع محبوباته، وحسرته على ما فاته من نعيم الآخرة أبد الآباد، وذل الرد والحجاب عن اللّه تعالى، وذلك هو العذاب الذي يعذّب به، إذ لا يتبع نار الفراق إلا نار جهنم)

وبخلاف ذلك حال المؤمن، فهو ـ كما يصفه الغزالي ـ (من لم يأنس بالدنيا، ولم يحب إلا اللّه، وكان مشتاقا إلى لقاء اللّه، فقد تخلص من سجن الدنيا ومقاسات الشهوات فيها، وقدم على محبوبه، وانقطعت عنه العوائق والصوارف، وتوفر عليه النعيم مع الأمن من الزوال أبد الآباد، ولمثل ذلك فليعمل العاملون)

ونحب أن نشير هنا إلى ما ذكرناه بتفصيل في كتاب [أسرار الأقدار]، من أن هذا العذاب الذي يعذب به المؤمن في قبره نتيجة بعض معاصيه هو في الحقيقة رحمة به، لأنه يربيه، ويطهره، حتى يأتي يوم القيامة سالما طاهرا من ذنوبه، لأن عذاب الآخرة {أَشَدُّ وَأَبْقَى } [طه: 127]

ثالثها: تصورهم أن المصلحة الشرعية تقتضي تغليب الرجاء على الخوف، وأنه لا يصح أن يذكر للناس عذاب القبر ونحوه، لأن ذلك قد يؤذيهم، ويخيفهم، ويقنطهم من رحمة الله.

ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره عدنان إبراهيم في شريط متداول له تحدث فيه عن أمان المؤمن يوم القيامة استنادا إلى قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ

نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست