نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 150
الإنسان في
قبره إلا ما قدمه من عمل صالح، أو عمل سيء، كما أشار إلى ذلك قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم
إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)[1]
ومثل ذلك قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) مخاطبا بعض أصحابه: (لا بُدَّ لك من قرين يُدفن
معك وهو حيٌ، وتدفن معه وأنت ميتٌ، فإن كان كريماً أكرمك، وإن كان لئيماً أسلمك،
ثم لا يحشر إلا معك، ولا تبعث إلا معه، ولا تسأل إلا عنه، فلا تجعله إلا صالحاً،
فإنه إن أصلح آنست به، وإن فسد لا تستوحش إلا منه، وهو فعلك)[3]
وبذلك، فإن
العذاب في القبر وغيره لا يتعارض مع رحمة الله، لأن الله تعالى جعل أسبابا للنعيم،
وأسبابا للعذاب، فمن فعل السبب، لابد أن يتحمل النتيجة، مثل الذي يضع يده على
التيار الكهربائي، فإن سنة الله فيه أن يصعق، وكذلك المعاصي، فإن لها آثارها
الذاتية التي لا يمكن تفاديها.
[2] تجسم
الأعمال يعني: أنّ كل عمل يقوم به الإنسان سواء كان حسناً أو سيئاً، له صورتان،
الأولى دنيوية، والثانية أخروية، وتكمن هاتان الصورتان في جوف وداخل العمل، وفي
يوم الحشر وبعد التحولات والتطورات التي تحصل فيها، فإنّ العمل يترك صورته
الدنيوية ويتجلّى ويتمثّل، ويظهر في صورته الأخروية الواقعية، وبها ينعم الإنسان
ويتلذذ، أو يخسر ويتأذى.[ السبحاني، مفاهيم القرآن، ج8، ص330.].