وغيرها من
الأحاديث الكثيرة التي لا يستطيع المسلم المسلّم للنبوة أن ينكرها جميعا، بل قد
يكتفي بمناقشة بعضها بسبب بعض رواتها، أو قد يناقش في كون بعضها روي بالمعنى، أما
أن يرميها جميعا، خاصة مع عدم مخالفتها للقرآن الكريم، ولا للعقل، فهو محض هوى.
وقد رويت هذه
الأحاديث عن جمع كثير من الصحابة، لا كما يذكر التنويريون بأنها لم ترو إلا عن
خمسة منهم، فقد قال عبدالغني المقدسي: (الإيمان بعذاب القبر حق واجب، وفرض لازم،
رواه عن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): علي بن أبي طالب، وأبو أيوب، وزيد بن ثابت،
وأنس بن مالك، وأبو هريرة، وأبو بَكْرة، وأبو رافع، وعثمان بن أبي العاص، وعبدالله
بن عباس، وجابر بن عبدالله، وعائشة زوج النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
وأختها أسماء، وغيرهم)[2]
وقال حافظ حكمي:
(نصوص السنة في إثبات عذاب القبر قد بلغت في ذلك مبلغ التواتر؛ إذ رواها أئمة
السنة وحَمَلة الحديث ونقَّاده عن الجم الغفير والجمع الكثير من أصحاب رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، منهم: أنس بن مالكٍ، وعبدالله بن عباسٍ، والبراء بن عازبٍ، وعمر بن
الخطاب، وابنه عبدالله، وعائشة أم المؤمنين، وأسماء بنت أبي بكرٍ، وأبو أيوب
الأنصاري، وأم خالدٍ، وأبو هريرة، وأبو سعيدٍ الخدري، وسمرة بن جندبٍ، وعثمان،
وعلي، وزيد بن ثابتٍ، وجابر بن عبدالله، وسعد بن أبي وقاصٍ، وزيد بن أرقم، وأبو
بكرة، وعبدالرحمن بن سمرة، وعبدالله بن عمرو بن العاص،